سورة التكوير - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التكوير)


        


{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)}
{أَنَّهُ} أي القرآن الجليل الناطق بما ذكر من الدواهي الهائلة وجعل الضمير للإخبار عن الحشر والنشر تعسف {لَقَوْلُ رَسُولٍ} هو كما قال ابن عباس وقتادة والجمهور جبريل عليه السلام ونسبته إليه عليه السلام لأنه واسطة فيه وناقل له عن مرسله وهو الله عز وجل: {كَرِيمٌ} أي عزيز على الله سبحانه وتعالى وقيل متعطف على المؤمنين.


{ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)}
{ذِى قُوَّةٍ} أي شديد كما قال سبحانه: {شديد القوى} [النجم: 5] وجاء في قوته أنه عليه السلام بعث إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن وفي كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري فحملها ن فيها من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج ونباح الكلاب ثم هوى بها فأهلكها وقيل المراد القوة في أداء طاعة الله تعالى وترك الإخلال بها من أول الخلق إلى آخر زمان التكليف وقيل لا يبعد أن يكون المراد قوة الحفظ والبعد عن النسيان والخلط {عِندَ ذِى العرش مَكِينٍ} أي ذي مكانة رفيعة وشرف عند الله العظيم جل جلاله عندية إكرام وتشريف لا عندية مكان فالظرف متعلق كين وهو فعيل من المكانة وقد كثر استعمالها كما في الصحاح حتى ظن أن الميم من أصل الكلمة واشتق منه تمكن كما اشتق من المسكنة تمسكن وجوز أن يكون مصدرًا ميميًا من الكون وأصله مكون بكسر الواو فصار بالنقل والقلب مكينًا وأريد بالكون الوجود كأنه من كمال الوجود صار عين الوجود والأول هو الظاهر وقيل إن الظرف متعلق حذوف وقع صفة أخرى لرسول أي كائن عند ذي العرش الكينونة اللائقة وهو كما ترى.


{مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)}
{مطاع} فيما بين الملائكة المقربين عليهم السلام يصدرون عن أمره ويرجعون إلى رأيه {ثُمَّ} ظرف مكان للبعيد وهو يحتمل أن يكون ظرفًا لما قبله وجعل إشارة إلى {عند ذي العرش} [التكوير: 20] والمراد بكونه مطاعًا هناك كونه مطاعًا في ملائكته تعالى المقربين كما سمعت ويحتمل أن يكون ظرفًا لما بعده أعني قوله سبحانه: {أَمِينٌ} والإشارة بحالها وأمانته على الوحي وفي رواية عنه عليه السلام أنه قال: «أمانتي أني لم أومر بشيء فعدوته إلى غيره» ولأمانته أنه عليه السلام يدخل الحجب كما في بعض الآثار بغير إذن وقرأ أبو جعفر وأبو حيوة وأبو البرهسم وابن مقسم ثم بضم الثاء حرف عطف تعظيمًا للأمانة وبيانًا لأنها أفضل صفاته المعدودة وقال صاحب اللوامح هي عنى الواو لأن جبريل عليه السلام كان بالصفتين معًا في حال واحدة ولو ذهب ذاهب إلى الترتيب والمهلة في هذا العطف عنى مطاع في الملأ الأعلى على ثم أمين عند انفصاله عنهم حال وحيه إلى الأنبياء عليهم السلام لجاز إن ورد به أثر انتهى والمعول عليه ما سمعت والمقام يقتضي تعظيم الأمانة لأن دفع كون القرآن افتراء منوط بأمانة الرسول.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10